تنويه:
هذه المقالة ليست نصيحة طبية. النصائح الطبية تأخذها من طبيبك الذي عاينك ويتابع حالتك وليس من مقالات على الإنترنت.
هذه المقالة لا تدعوا للإمتناع عن تلقي المطاعيم / اللقاحات هي مجرد تحميص لأرقام وإحصائيات.
مقدمة
في هذه المقالة سنأخذ الدراسة التي عرضت على FDA وأقر بسببها فايزر. اخترنا هذه الدراسة نموذجا لكن ما ذكر حولها ينطبق على غيرها. سنأخذ الدراسة ونمحصها ونبين أوجه العيوب فيها من ناحية علمية إحصائية بحتة. إن كنت تقرأ المقالة هنا لأجل نظريات المؤامرة فاستعد كي يخيب ظنك. لن تجد هراء شبكات الجيل الخامس والشريحة والزومبي هنا.
سأحاول أن أبيسط الأشياء تبسيط مخل حتى يفهم المقالة أوسع شريحة ممكنة وليس فقط المختصين لكني سأضع المصطلحات بالإنجليزية والمصادر والروابط لأهل الاختصاص.
مغالطات يجب تجنبها
لنتذكر ولا ننس أننا نتحدث عن منتج لشركة ربحية (بل اللوبي الخاص بها أكبر من مجموع لوبي شركات السلاح والبترول مجتمعين). نحن لا نتحدث عن جمعيات خيرية. ولما يكون هناك ثغرة في الدراسة مع وجود جيش جرار من العلماء عند هذه الشركات وميزانيات بالمليارات فإنه من المرجح أن هذه الثغرة مقصودة وليست هفوة والهدف منها تعزيز أفضلية منتجاتهم وأرباحهم (وهناك أبحاث تثبت هذا ويسمى success bias وهذه قصة أخرى)
كون الحليب مفيد فهذا لا يعني أنه لما أطلب منك فحصه إن كان صالح للاستهلاك لا ترد علي أن الكل يعلم أن الحليب مفيد! فهو قد يكون منتهي الصلاحية أو به حمى مالطية ...إلخ.
1. استدرار العواطف والشخصنة: مثلا الناس ستموت بسبب هكذا مقالات. وأنت ماذا تفهم مقابل كل العلماء الذين قالوا أنه كذا وكذا
2. الاستدلال الدائري والمصادرة على المطلوب.
3. الاحتكام إلى سلطة: منظمة الصحة قالت كذا. ال FDA قالت كذا..إلخ.
الدراسة المقصودة وما حوالها
حتى لا يكون الموضوع مفتوح وغير محصور اخترت دراسة واحدة وهي الدراسة التي قدمتها فايزر لأخذ موافقة ال FDA. لكن العيوب ليست محصورة في هذه الدراسة وإنما وضعتها كنموذج. الدراسة متاحة على موقع FDA الرسمي على هذا الرابط وهي عبارة عن ملخص من 92 صفحة. إلى جانب عدة بيانات press release صادرة عن موقع الشركة الرسمي هي
- نوفمبر 2020: المرحلة الثالثة من الاختبارات تستوفي المتطلبات
- ديسمبر 2020: إعلان النتائج ونشر الدراسة في دورية كذا وكذا
Polack, Fernando P., et al. "Safety and efficacy of the BNT162b2 mRNA Covid-19 vaccine." New England Journal of Medicine (2020). DOI: 10.1056/NEJMoa2034577
منهج الدراسة والتجارب
قبل أن تعمل دراسة يكون عندك فرضية تريد اختبار صحتها من خلال تصميم تجربة لها نتائج قابلة للرصد تدعم الفرضية أو تنفيها (يعني قبل أن تعمل الدراسة تقول إذا حصل كذا فهذا الفرضية صح وإلا فالفرضية خطأ). صحة الفرضية تعتبر موضع شك وتمحيص. الفرضية هنا هي أن مطعوم فايزر يعطي حصانة. إن افتراض أن المطاعيم تعمل كجزء من التجربة هو مغالطة سافرة. يجب أن تتم التجربة بافتراض عدم التسليم بصحة الفرضية المطلوب إثباتها او نفيها. لا يجوز تقول بما أن الحليب مفيد فإن هذه العينة من الحليب صالحة للاستهلاك البشري وخالية من الحمى المالطية دون أن تعمل الفحص المخبري وترصد أنها بالفعل كذلك.
في أي دراسة يكون هناك ما يسمى بالضبط control (ومنه المجموعة الضابطة control group) وهو الأساس الذي تقاس العينة مقارنة به وهو نوعان الضبط الإيجابي positive control والضبط السلبي negative control. فإن كانت التجربة هي لكشف الحموضة عبر ورقة كشاف عبادالشمس الزرقاء التي تتحول إلى حمراء في الوسط الحمضي فإننا نحتاج إلى ضبط إيجابي وهو شيء نعلم أنه حمض (عصير ليمون مثلا) وضبط سلبي شيء نعلم أنه ليس حمض (محلول صابون الجلي مثلا) ثم العينة محل الدراسة. فقبل النظر لنتيجة العينة ننظر للضبط الإيجابي والسلبي هل أعطى النتيجة المتوقعة نكمل التجربة وننظر للعينة محل الدراسة. وإلا نعتبر التجربة فاسدة والكشاف فاسد وممنوع ننظر للنتيجة بغض النظر سلبا أو إيجابا ولا معنى لقياس رقم ال pH إن كان الضبط فاسدا.
كذلك الحال في فحص الحمل السريع. فهناك خطان الخط الضابط C وخط الفحص T. الضبط في هذا الفحص هو ضبط إيجابي Positive Control يعني يجب أن يظهر هذا الخط حتى يكون للنتيجة معنى إذا لم يظهر هذا الخط تعتبر التجربة فاسدة ولا يجوز قراءة النتيجة بغض النظر هل هي حامل أم لا.
كذلك الحال في فحص الحمل السريع. فهناك خطان الخط الضابط C وخط الفحص T. الضبط في هذا الفحص هو ضبط إيجابي Positive Control يعني يجب أن يظهر هذا الخط حتى يكون للنتيجة معنى إذا لم يظهر هذا الخط تعتبر التجربة فاسدة ولا يجوز قراءة النتيجة بغض النظر هل هي حامل أم لا.
ثبات الفعالية في ظروف الانتشار والانحسار
ما الفائدة من سترة رصاص تحميك بشرط أن لا تخوض المعركة؟ ما الفائدة من تأمين يغطي السيارة في حال لم تمشي على الطريق؟ ما الفائدة من لقاح يحميك فقط في حالة عدم تفشي المرض؟ لهذا تعرف الفعالية كنسبة مقارنة مع المجموعة الضابطة. يعني لو كان عندنا لقاح تم اختباره في مرحلة تفشي سيحصل عدد قليل من الإصابات في المجموعتين مثلا 25 إصابة في مجموعة المطعوم مقابل 500 إصابة في مجموعة الضبط. ولو تم اختباره في مرحلة تفشي لكان لدينا 250 إصابة في مجموعة المطعوم مقابل 5000 إصابة في مجموعة الضبط. في الحالتين النسبة ثابتة وهي 95%. إذا لم تكن ثابتة وكانت تنشط في الانحسار فإنها حماية ظرفية غير حقيقية.
تحسب الفعالية في منع الإصابة efficacy في مجموعتين من نفس العدد عبر المعادلة التالية فرق الإصابات بين المطعم وغير المحصن (الضبط السلبي) مقسوم على عدد المصابين في المجموعة غير المحصنة.
في المثالي الخيالي السابق 500 - 25 = 475 نقسمه على 500 ضرب 100% ويساوي 95%ولو كان في وقت تفشي أكثر ب 10 مرات سيكون 5000 - 250 = 4750 تقسيم 5000 ضرب 100% ويساوي 95%.
ثغرات الدراسة
أين الإصابات في المجموعة الضابطة؟
نحن في تجربة لرصد الحصانة التي يولدها المطعوم ولدينا مجموعة ضابطة سلبية (يعني ليس لديها حصانة) حتى تكون التجربة سليمة يجب أن نرى عدد كبير من الإصابات في هذه المجموعة وإلا فإن التجربة فاسدة. تماما مثل فحص الحمل لما لا يظهر الخط. أو مثل ورقة كشف الحمض حيث لا يجوز تقرأ رقم pH إن لم تعمل على المجموعتين الضابطة الإيجيابية والسلبية.
لدينا مجموعة من 22 ألف شخص في المجموعة الضابطة لا يملكون أي نوع من الحصانة لا تعافي ولا مطعوم ظهر فيهم 162 حالة فقط (يعني كانوا محصنين بنسبة 99.3% بدون مطعوم والإصابة هي حوالي 7 بالألف فقط). هؤلاء لو كانوا عينة عشوائية من مجتمع وقت التفشي لظهر فيهم حوالي 20% إصابات (نسبة الإيجابي وقت التفشي) يعني أكثر من 4400 حالة إصابة ولو كانوا في مجتمع وقت التفشي بنسبة إيجابي 5% لوجدنا فيها 1100 إصابة. الفرق بينهما وبين 0.7% كبير جدا وغير مقبول.
وللتذكير المجتمع يكون التشخيص فيه أقل من الحقيقي under-diagnosed لأن هناك مصابين لكنهم لا يفحصون. بعكس التجربة ففي التجربة يكون هناك فرط في التشخيص over-diagnosed يعني لا يوجد مصابين لكن لم يتم تشخيصهم ومع ذلك ظهر فقط 7 بالألف. وكان 99.3% من المجموعة محصنين دون حصانة؟
هل نحن ندرس فيروس غير معدي؟ هل التجربة تمت في حجر صحي ولم تخالط أحد؟ هل هناك تلاعب cherry-picking؟ أيا كان السبب فإن التجربة فاسدة ورقم الفعالية المرصود ليس له أي معنى. تماما مثل رقم pH في ورقة كشاف الحمض التي فشلت في ال control.
لتقريب الصورة لنتخيل أننا نقيّم سترة واقية للرصاص فعملنا تجربة وألبسنا 22 ألف دمية سترة واقية و 22 ألف دمية ألبسناهم سترة قماشية placebo وقمنا بإطلاق النار ثم احصينا كام رصاصة اخترقت السترة وأصابت الدمية فكان لدينا 162 دمية مصابة ممن تلبس سترة قماش من بين 22 ألف دمية! هذا هراء مالذي حمى هذه الدمى؟ هل الرصاص فشنك؟ أم هل كنت تصوب في الهواء؟ أيا كان السبب التجربة فاسدة.
في صفحة 15 من الدراسة على موقع FDA مذكور الشروط التي تؤهل شخص كي يتم اختياره للانضمام للدراسة ومنها أقتبس
Eligibility in Phase 2/3 included higher risk for acquiring COVID-19 in the investigator’s judgment, due to ... or exposure, such as: ... history of smoking ... Resident in a long-term facility .... Occupation with high risk of SARS-CoV-2 exposure (eg, healthcare, emergency response)
يعني إن كنت معرض للمخالطة كأن تكون طبيب فإنك مستبعد. هم يشترطون عدم وجود تعرض للمرض exposure الذي المفروض يختبروا مدى الحماية منه دون التعرض له. كأنك تختبر سترة واقي رصاص دون أن تعرض الدمية للرصاص. هل يعقل أن تختبر الزجاج المضاد للكسر دون تعريضه لمحاولة كسر؟ انظر كيف يختبرون سيارة مضادة للرصاص في هذا الفيديو
Eligibility in Phase 2/3 included higher risk for acquiring COVID-19 in the investigator’s judgment, due to ... or exposure, such as: ... history of smoking ... Resident in a long-term facility .... Occupation with high risk of SARS-CoV-2 exposure (eg, healthcare, emergency response)
عدم ثبات الفعالية مع الانتشار والانحسار
المفروض أن نسبة فعالية أي لقاح هي نسبة robust لا تتأثر بالإنتشار والإنحسار كونها تحسب كنسبة ولأن اللقاح المفروض أنه هو سبب الإنحسار وليس مجرد شيء تزامن مع الإنحسار ولم يكن سببا فيه. كما ذكرنا أعلاه لو تمت تجربة لقاح فعاليته 95% وقت انتشار فحصلت 5 آلاف إصابة مقابل 250 إصابة أو تمت تجربته في وقت انحسار بإصابات أقل ب 10 أضعاف 500 إصابة مقابل 25 إصابة النسبة في الحالتين واحدة وهي 95%.
مر بالعالم عدة موجات كورونا لعلها 4 موجات كلها إنحسرت قبل اختراع المطاعيم وذلك بسبب السعة الحاملة في معادلة logistic growth with carrying capacity قبل اختراع المطعوم (سبب الإنحسارات السابقة هو أن الحالات النشطة المعدية لكثرة عددها كل واحد منها محاط بمصابين آخرين أو متعافين وليس معرضين للإصابة فيبدأ الإنحسار).
عند سؤال جونسون اند جونسون لماذا فعالية مطعومهم ٦٦٪ مقارنة بفايزر ٩٥٪ قالوا هذا لا يعني ان فايزر يحمي أكثر لكن ظروف التجربة فلو عملناها في ظروف انحسار مشابهة لحصلنا نسبة أعلى (انظر هذا الفيديو). هذا الكلام مناقض لتعريف الفعالية efficacy كصفة ثابتة للمطعوم مستقلة لأنها نسبة (كما سبق وذكرنا في فقرة عن ذلك أعلاه). فعالية المطعوم يجب أن تكون صفة جوهرية له وليست صفة عارضة. التحصين يجب أن يكون ناتج عن المطعوم وليس نتيجة عرضية لشيء ظرفي تزامن مع التجربة. ويجب تحييد أي عامل خارجي.
قد يقول قائل هذه مبررات جونسون وهما مطعومان منفصلان. وهنا نرد محل الاستشهاد في كلامهم ليس عن هذه الماركة أو تلك أو هذا المنتج أو ذاك بل السؤال هل هم قاسوا الفعالية الجوهرية للحصانة الناتجة عن المطعوم أم قاسوا شيء عرضي ظرفي. والجواب أنهم مجمعون أنه ظرفي (يعني ليست علاقة سببية بدليل تغيرها بتغير الظروف).
نعود لفايزر تقول الشركة في موقعها الرسمي press release الذي وضعنا رابطه أعلاه هذه الفقرة
Primary efficacy analysis demonstrates BNT162b2 to be 95% effective against COVID-19 beginning 28 days after the first dose;
الترجمة: فعاليته بعد 28 يوم من الجرعة الأولى وصلت إلى 95%. هل هذا صحيح ومطابق للواقع الذي رصدنا؟ هل فعلا يمنع الإصابة بمقدار 95% بعد الجرعة الأولى؟ طبعا هذا هراء نحن نعرف الكثير من الناس أصيبوا بعد الجرعة الأولى. لاحقا الإعلام كان يقول طبيعي لأن الحصانة لا تكتمل إلا بالجرعة الثانية لكن الدراسة على موقع الشركة تقول 95% فعالية بعد الجرعة الاولى! هل كانوا يكسبون الوقت؟ الموضوع ليس "شعور" إذ أن هناك دراسة مقارنة تمت في بريطانيا وجدت أن فعالية فايزر هي 61% بعد 28 يوم وليس 95% أقتبس
When vaccination status was assessed in individuals testing positive for SARS-CoV-2 (44,590; 28%) compared with those testing negative (112,340; 72%), a protective effect was seen in Pfizer/BioNTech BNT162b2 recipients 10–13 days after vaccination, reaching 61% effectiveness after 28 days. For those who received the AstraZeneca vaccine (ChAdOx1-S), protective effects emerged 14–20 days after vaccination, reaching 60% effectiveness after 28 days. -- DOI: 10.1136/bmj.n1088
هناك 44 ألف إصابة (الثلث تقريبا) فيمن أخذ المطعوم! هل هذا يشبه 95% حماية بالنسبة لك؟ قد يقول قائل حماية 60% أفضل من لا شيء. هنا نقول نحن الآن لا نتحدث هل هي 60% أم 95% نحن نسأل هي حماية جوهرية سببية أم عارضة (لسبب خارجي). والجواب طالما تتغير بتغير الظروف فهي عارضة وليست سببية. وهذا يدل أن الدراسة معيبة. إذا جمعنا هذه النقطة مع النقطة التي قبلها سنعلم أنه عند حدوث تفشي فإن هذا اللقاح لن يحمينا (كون الحماية فيه عرضية تابعة للإنحسار دون أن تكون هي سببا فيه).
لفت انتباهي العبارة التالية في الدراسة: أن فعالية المطعوم Vaccine Efficacy أكبر من 30% حسب beta-binomial model
Primary efficacy analysis demonstrates BNT162b2 to be 95% effective against COVID-19 beginning 28 days after the first dose;
VE of BNT162b2 is >30% using a beta-binomial model,
السؤال ماذا يقصدون أكبر من 30% يعني مثلا 30.1% أم 99%؟ ولماذا الغموض؟ وأين الرقم الدقيق؟
أين الضبط الإيجابي؟ هل اللقاح أفضل من التعافي؟ وما مقدار ذلك؟
كما قلنا الضبط نوعين أيجابي وسلبي. تماما كما نحتاج لضبط سلبي أي أن نقارن المطعمين مع من لايملك حصانة (مطعوم وهمي placebo) نحتاج أن نقارن حصانة المطعوم بحصانة المتعافي. هل مناعة المتعافي أقل أم أكثر؟ أم لعلها أدوم أم أسرع تلاشيا؟ كان يفترض أن يكون 22 ألف متعافي كي تكتمل الصورة. كما في فحص الحمل لما لا يظهر خط الضبط الإيجابي يجعل التجربة فاسدة ونتيجتها لا معنى لها. نعم هذا ليس جزء الممارسات المتبعة حاليا لكن السؤال لماذا ليس من الممارسات المتبعة مع أنه من أساسيات تصميم التجارب! لأنه ببساطة يتعارض مع مصلحة شركات الأدوية في المبيعات. المتعافي هو منافس مجاني للمنتج الذي تم تصميم التجربة لتسويقه. بالنسبة لهم هو ضياع زبون محتمل. بزنس قذر وليس علم. لا يوجد مبرر علمي واحد لعدم وجود الضبط الإيجابي في التجربة.
وحيث أنه مرت عدة موجات (ثلاثة أو أربعة) قبل بدء التطعيم فهناك عدد كبير من المتعافين في كل المجتمعات. لو كنا في أول موجة سيقولون بأننا لن نصل لنسبة كافية من الحصانة الطبيعية إلا بعد حصول عدد كبير من الوفيات. لكن ونحن في الموجة الرابعة (عالميا) فهذا يعني هذه الحصانة حقيقة موجودة مسبقا قبل المطاعيم وليست شيء نحاول السعي للحصول عليه.
من المعروف من خبرة البشر مع الأمراض السارية القديمة أن مناعة المطاعيم أقل فعالية من التعافي وأنها تحتاج جرعات تعزيز وأنها ليست مناعة دائمة. مثلا من يصاب بحصبة أو جدري يأخذ مناعة مدى الحياة لكن من يأخذ المطعوم يحتاج جرعات تعزيز وقد يصاب بالمرض.
أما تفسير ذلك فنحتاج نعرف باختصار (بسيط ومخل) كيف يعمل جهاز المناعة. جهاز المناعة يقوم بهجمات دفاعية لا تستهدف المرض على التعيين مثل رفع الحرارة والعاصفة المناعية هنا يقتل خلايا الجسم السليمة المحيطة بالمرض. يقتل الأخضر واليابس ويراهن أن خلايا الجسم أكثر بكثير من الدخيل الجديد فلو هاجم كل المنطقة بالبراميل المتفجرة فإنه سيقضي على الدخيل مضحيا ببعض ما حوله. وفي هذه الأثناء يكون يعمل على تطوير مضاد "تفصيل" أجسام مضادة تناسب هذا الوباء الدخيل بالذات مثل القناص تتعرف على الوباء دون غيره وتلتصق به. وجود الأجسام المضادة لا يعني أن الجسم كسب المعركة لكنه يعني أنه قام بردة فعل. هو مثل قيام المضادات الأرضية بالعمل على التصدي لغارة جوية لكنه لا يخبرك من انتصر وهل تمكن بالفعل من اسقاط طائرات العدو. هو ردة فعل بغض النظر ناجحة أم لا. مثلا مريض الإيدز لديه أجسام مضادة للإيدز لكن هذا لا يعني أنه هزم المرض. وهناك آلية مناعة تسمى خلايا الذاكرة memory cells حيث يقوم الجسم بعمل مخزون مستقبلي أو خطة مستقبلية للتصدي لهجمات مشابهة. يعني لو حصل هجوم مستقبلي فإنه لن يتنظر طويلا في تطوير الأجسام المضادة لأنه احتفظ بالقالب أو الخطة أو مخزون لهذه الأجسام المضادة. وهذه المراحل الثلاثة التي تحدثنا عنها تعمل بهذا الترتيب. يعني قد تكفي العاصفة المناعية في التصدي للمرض قبل انتاج الأجسام المضادة وقد ينتج الجسم أجسام مضادة ولا يحتفظ بخلايا ذاكرة. فالجسم لا يحتفظ بمخزون مستقبلي من ذخيرة ال memory cells لكل دخيل. فقط الدخلاء الشرسين. لذا لما يكون عندك دخيل ضعيف غير قاتل (مثل المطعوم) لماذا سيقوم الجسم بإعداد ترسانة مستقبلية للتصدي له؟
غياب الضبط الإيجابي يجعل الإجراءات التشجيعية المتبعة لأخذ اللقاحات في أغلب الدول مثل اشتراط التطعيم للسفر أو للتصاريح وعدم تطبيقها على المتعافين إجراءات دون سند علمي. ببساطة لا يوجد مندوب مبيعات يسمسر من المتعافين.
لو كان هناك ضبط إيجابي وتبين أن التعافي أفضل من اللقاح بنسبة 95% أو بالعكس وحيث أننا جربنا التعافي في أرض الواقعفإنه يمككنا ضبط توقعاتنا حيث أننا مررنا بموجات سابقة حصل فيها انحسار نتيجة التعافي. إنعدام الضبط الإيجابي يجعلنا عاجزين عن تقديم توقعات مستندة لأساس علمي بل مجرد أمنيات دون أي أساس علمي.
حذف/استبعاد نتائج آلاف الأشخاص من الدراسة دون إبداء الأسباب
هل كانت تجربة معماة فعلا؟ وما أهمية ذلك؟
To date, the Data Monitoring Committee for the study has not reported any serious safety concerns related to the vaccine. A review of unblinded reactogenicity data from the final analysis which consisted of a randomized subset of at least 8,000 participants 18 years and older in the phase 2/3 study demonstrates that the vaccine was well tolerated, with most solicited adverse events resolving shortly after vaccination.
The Phase 2/3 portion of the study remains blinded to Sponsor and site personnel who are responsible for the ongoing conduct of the study, with regard to individual participants’ randomization. Safety evaluation by the study team remains blinded until a decision is made to unblind the entire study. A separate (from study conduct) small unblinded submissions team is responsible for regulatory submissions including the EUA application data analysis and submission.... When a COVID-19 vaccine is available under an EUA, placebo recipients who choose not to remain in the ongoing study will need to be unblinded to determine whether they received BNT162b2 or placebo,
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق