الصفحات

2012/03/02

علمانيون أم مطايا

تمهيد

كلما صعدت قضية في منطقتنا وإعلامنا تتعلق بالليبرالية (في أقل صورها الخجولة) أو العلمانية أو حتى الإلحاد في أشد صوره ألاحظ فرق غريب بينهم وبين العلمانية في الغرب. فكثيرا ما نسمع من الأبواق العلمانية بأن الدولة يجب أن تكون دولة لا دين لها.

حال العلمانية في الغرب

كلنا سمع الهوس بمصطلح "يهودية الدولة" سواء عند المسؤولين في الكيان أو عند أصدقائهم الغربيين والتشديد على الفرق بينه وبين "دولة لليهود" أو دولة يعيش فيها اليهود وهي خيارات يرفضونها ويصرون على دولة يهودية. إن هرتزل وغيره من مؤسسي الصهيونية كانوا علمانين فلماذا ينادون بدولة لليهود على أرض فلسطين ولماذا لم يخرج علماني واحد من المجتمعات اليهودية ليقول إن أرض الميعاد والشعب المختار أساطير الأولين ؟

ربما يقول قائل إن هذا من التطرف الصهيوني اليهودي المتآمر الذي يسيطر على العالم وأنه غير موجود في الدول "الحرة". لكننا نجد إيطاليا كانت تعمل على سن قانون لفرض الصليب على المدارس الإسلامية بصفته رمز وطني وهوية قومية وليس رمز ديني (قبل أن تبطله المحكمة الأوروبية وقد رفضت إيطاليا حكم المحكمة الأوروبية أيضا).
ونجد في خبر وزيرة في حكومة بريطانيا تزور الفاتيكان وتشجب وتدين التطرف العلماني وتهميشه للدين بل إن رئيس وزراء بريطانيا كاميرون ومن قبله جوردون براون قالا بأنها "دولة مسيحية".

في ألمانيا وفرنسا لا يمكنك التشكيك بوجود المحرقة حتى لو كنت باحث جامعي تتحدث بأدلة تاريخي (ومن باب أولى إنكارها)

قد يقول قائل إن علمانية بريطانيا هي العلمانية السلبية التي تجامل الدين (مثلا يسمح للسيخي الذي يخدم في الشرطة أن يلبس العمامة السيخية مكان الخوذة) لكن حتى فرنسا التي الوجه الثاني من العلمانية (حيث تعني عندهم العداء للمؤسسة الدينية والمظاهر الدينية العامة) نجد أنهم عندما عملوا قانون يجرم تغطية الوجه (لدواع أمنية بزعمهم) من أجل استهداف النقاب وضعوا استثناءات في القانون للأقنعة والأزياء الخاصة بما يسمى عيد القديسين أو الهالوين!

حال العلمانية في عندنا

كثيرا ما سمعنا تهجم العلمانيين عندنا على كل ما يمت لديننا بصله. بل إن هناك عداء واضح يكاد يصل لحد التجني.لكن العداء عندهم لا يتوقف عند
لماذا لا يجد حمزاوي إلا كنيسة ليعلن عن تأسيس حزبه السياسي العلماني مع أنه أشد المنتقدين للتوظيف السياسي لدور العبادة! لماذا يتطاول الجمل (صاحب المبادئ الفوق دستورية) على الله سبحانه وتعالى؟ ولماذا يتطاول القمني على النبي وفوق هذا يكرمه وزير الثقافة على نفس الكتاب الذي تطاول فيه على النبي ؟ وأخيرا كاشغري (صحفي مغمور يزعم أنه شاعر وأديب ومثقف!) يهدي المسلمين في ذكرى مولد نبيهم الشتائم له. كاشغري الذي قال "أو غير موجود" (عن الله عز وجل) لكن عندما سؤل ما موقفك لو بنيت كنيسة في الحجاز فقال أنه سيفرح ويصلي فيها لمريم؟! بناء كنيسة في مصر أو الأردن أمر طبيعي حين هناك نسبة مسيحية من المواطنين لكن في الحجاز هل ستبنى ليصلي فيها المسلمين أمثال كاشغري أم ليصلي فيها السواح والخدم؟


لو كان هاؤلاء يبغضون المسجد والكنيسة معا لكان أمرا يمكن أن يسمى علمانية أو إلحاد لكن حالهم هذا ليس له إلا اسم واحد وهو العمالة للخارج. ثم كيف لكاشغري الذي أمر ملك السعودية بالقبض عليه أن يتنقل في مطارات أسيا تحديدا في الدول التي ليس بينها وبين السعودية اتفاقية تسليم مجرمين؟ (الدولة التي سلمته سلمته بموجب اتفاقية ثنائية خاصة تتعلق بالإرهاب) وفي الوقت الذي يشيع أصدقاؤه خبر توبته وبكاؤه وبكاء أمه وآخرون يخففون من حدة كلامه أو يأتون بكلام قديم له مشابه لكنه أقل حدة وآخرون يشككون بحكم ساب الرسول وآخر ... فيخرج هو للصحافة العاليمة من أحد الدول الآسيوية ويؤكد أنه يناضل من أجل الحرية ولم يتب ...

ولا أعلم لماذا حضرني هذا البيت من قصيدة إمام المرسلين للشيخ صالح بن علي العمري

ومن يرجو بني علمان عوناً *** كراجي الروح ِ في الجسدِ الرُّفات!!

كذبة النضال من أجل الحرية

 إن دولنا تقبع في ذيل الأمم في الحريات العامة وهناك مجال كبير فيها للنضال. ففي بلدي مثلا هناك قانون الاجتماعات العامة المثير للضحك فهو يمنع اجتماع المواطنين إلا بموافقة مسبقة من وزارة الداخلية أو المحافظ ... عندما تكون أبسط بدهيات الحرية مفقودة فلا معنى للسخرية من مقدسات كل أو أغلب المواطنين بدعوى الحرية.

مقالات ذات صلة

هذه بعض المقالات ذات الصلة
 


هناك تعليق واحد:

  1. فعلا، وضعتم النقاط على الحروف. هؤلاء هم أسافل الناس خُلقًا وسلوكًا ومعتقدًا، ولا يأمنهم المرء على شيء. نعوذ بالله منهم.
    وبارك الله فيكم أخي مؤيد.

    ردحذف